الأحد، 22 فبراير 2015

عقد عرفى الحلقة 3



الحلقة 3

نهض من مجلسه... وهو يشير على يمين الصالة
"هدخل الحمام بسرعة واجيلك... اوضة النوم هنا على اليمين"
هزت رأسها... سبقها للحمام..ونهضت وهى تمسك بحقيبتها لتتجه لغرفة النوم

فجأة...توقفت عندما تذكرت الرجل الذى رأته فى المترو
لحظات تفكر وتنظر حولها وكأنها افاقت من غيبوبة للتو
رأت العقد مازال على الطاولة... اسرعت بأخذه وخرجت مسرعة من الشقة وهى تركض ولا تنظر للخلف

ابتعدت عن المنزل بسرعة... مشيت من شارع آخر غير الذى جاءت منه... مازال العقد بيدها... مزقته قطعا صغيرة وألقته بجانب مقلب قمامة فتطاير قطعا صغيرة متباعدة

سمعت رنة هاتفها ... توقفت تلتقط انفاسها وهى تخرج هاتفها من حقيبة يدها
ردت بأنفاسها المتلاحقة بعدما رأت اسمه
"ايوه"
جاءها صوته متسائلا
"انتى روحتى فين"
اجابت وهى تحاول ان تبدو قوية ثابتة
"انا اسفة مش هقدر... نستنى شوية لحد ما اقنع ماما تانى"
جاءها صوته عاليا...مخيفا
"تانى ايه وزفت ايه... انتى هتلعبى بيا يا...."
لم تصدق انه يسبها هى ووالدتها... الحبيب الحنون مرهف الحس يشتمها...هل تبدل فى لحظة ؟؟!!
لم تستطع سماع ألفاظه...اغلقت الهاتف فورا فى وجهه... اتصل بها مرة اخرى... ترددت هل ترد ام لا؟
قررت الرد ربما اعتذر لها... بمجرد فتحها للمكالمة انهالت عليها ألفاظه وتهديداته مرة اخرى
تهديدات!! كيف تحول لهذا الشخص...نقيض من تحبه؟!
اكملت طريقها حتى المنزل وهى تبكى بعدما اغلقت الهاتف تماما... ظلت تبكى فى منزلها حتى موعد وصول والدتها

فوجئت بها والدتها تبكى بكاءا حارا...سألتها بكل لهفة وقلق وحب
"مالك يا حبيبتى...حصل ايه للعياط ده كله؟"
لم تجد كلمات مناسبة...فأوجزت
"مفيش"
لكن قلق الام لم يتركها...فسألتها
"مفيش ازاى...طمنينى فى ايه؟"
احتضنتها والدتها... فبكت أكثر فى حضنها ولكنها شعرت بالحنان والحب والامان
علاقتها بوالدتها قوية جدا... صديقتان منذ ان رحل والدها ...لم تتوتر العلاقة سوى فى الفترة الاخيرة بعد ان دخل حياتها وتقدم لوالدتها ورفضته
بدأت تهدأ فى حضن والدتها...فسألتها الام
"انتى لسه بتكلميه صح؟؟ هو اللى مزعلك كده؟؟"
ردت على والدتها وهى واثقة فى قرارها
"مش هكلمه تانى... اتطمنى يا ماما"
ضمتها والدتها اكثر وهى تردد
"الحمدلله ان ربنا نور بصيرتك... يا بنتى والله لو كان كويس انا مكنتش قلت لأ ابدا... انما ده واحد سمعته مش كويسة... جاى بيتنا وواضح اوى انه عايز ييجى عالة علينا... ده من اول يوم قال هيتجوز هنا ..بالذمة فيه كده؟؟ عارفة لو شاريكى بس ظروفه وحشة واخلاقة كويسة...كنت قلت وماله تيجوا تقعدوا معايا واهو متسيبينيش بدل ما اقعد لوحدى اكلم الحيطان"
والدتها تداعبها... تبتسم فى محاولة للتخفيف عنها... حاولت مجاراة والدتها كى لا تحزن
فابتعدت قليلا وسألتها وهى تبتسم
"قولى بقى انك عايزانى افضل معاكى"
"لا يا حبيبتى ان شاءالله ربنا يكرمك بابن الحلال وتتجوزى وتتهنى وانا هبقى مبسوطة...بس يكون ابن حلال..هااا مش ابن ستين فى سبعين"
اخذت يد والدتها تقبلها وهى تشعر بالندم... والخوف ايضا
فقالت لوالدتها
"لما حس انى هسيبه هددنى...انا خايفة"
قلقت الام...فسألتها
"بيهددك بايه؟؟ هو ماسك عليكى حاجة"
ردت نافية بسرعة
"ابدا والله مفيش اى حاجة...الحمدلله"
نهضت الام وهى تطمأنها
"خلاص...يبقى يورينى هيعمل ايه... اتطمنى.. امك راجل يا بت"
خرجت من غرفة ابنتها وهى مازالت تتحدث
"هغير هدومى ونتغدا واقوم اعملك حاجة حلوة... حلاوة ما ربنا هداكى"
ابتسمت بعد ان شعرت بالحب الجارف لوالدتها... كلمة والدتها صادقة...ربنا هداها... والحب أيضا هو من أنقذها
الحب القوى الحقيقى الذى لا يُقارن بأى حب آخر... حبها لوالدتها وحب والدتها لها
فالرجل الذى رأته... والذى تذكرته .. كان خطيب تقدم للزواج من والدتها منذ 15 عاما... كانت طفلة ووالدتها شابة والجميع يقنعها بالزواج حتى بدأت تقتنع
وفى احدى الليالى ..وهى تنام فى حضن والدتها كالعادة
بكت فى حضن والدتها...واخبرتها انها تحبها وتخشى ان يأخذها زوجها منها...ولو معنويا... تخاف ان يشاركها احد حبها
فى الصباح... انهت والدتها مشروع الزواج الذى لم يتم... وسمعتها تخبر الرجل .. رجل المترو الذى تذكرته بصعوبة
"انا اسفة مش هقدر... بنتى محتاجة لى اكتر".

                      تـــــــــمـــــــــت

الثلاثاء، 17 فبراير 2015

عقد عرفى ... الحلقة 2


الحلقة 2
اتصلت به كى تسأله....أتاها صوته اكثر وضوحا من الاتصال السابق..بادرها قائلا
"كنت لسه هكلمك"
"وانا نسيت اسألك اهم سؤال"
"معلش من فرحتى نسيت اقولك العنوان"
"عنوان ايه؟؟ مش هو ده اللى عايزة اسألك عليه...احنا هنروح فين؟ شقة حد تعرفه؟"
"اكيد يعنى شقة حد اعرفه... ماهو انا لو عندى شقة مكنتش مامتك حطت لى العقدة فى المنشار"
"تانى ماما... ماهى قالت لك أَجر وانت قلت لأ"
"خلاص ميجيش منه دلوقتى... ركزى معايا فى العنوان"
"قبل العنوان...شقة مين؟"
"شقة عمى...وسرقت المفتاح من ابويا"
"وعمك فين؟"
"هو تحقيق؟"
"اومال عايزنى اجى معاك وانا مش عارفة حاجة؟"
"مسافر والمفتاح بيكون مع ابويا علشان لو حصل اى حاجة فى الشقة...خلاص ارتاحتى؟"
"وهنطلع ازاى والجيران؟"
"لما اشوفك هقولك.. لسه عندك اسئلة تانى؟"
لهجته كانت حادة... تفيض بعدم الصبر والملل...ردت ولا يزال القلق ينهش عقلها
"خلاص ... قول العنوان"
استمعت بهدوء وتركيز للوصف التفصيلى الذى وصفه... وانهت المكالمة... واخذت حقيبتها وخرجت من الباب بكل هدوء وهى تتلفت حولها.

                          ********************

بعدما انهى مكالمته معها... جلس على المكتب المجاور لسريره... اخرج ورقة من درج المكتب... كتب فى وسط السطر
"عقد عرفى" تلاه بعض السطور التى تفيد بالزواج العرفى...وكتب فى اسفل الصفحة توقيع الشهود... وكتب بيده اسماء وارقام بطاقات وهمية وليدة اللحظة... وترك توقيع الزوج والزوجة خاليين
طوى الورقة... وابتسم بظفر وهو يضعها فى محفظته.

                       ********************

جلست والدتها مع زميلاتها فى العمل... تشرب من كوب الشاى امامها وهى تتحدث معهن
دخلت احدى الزميلات من مكتب اخر.. وقلت بلهجة مازحة
"ازيكم يا ستات"
رددن عليها جميعا... فقالت وهى توجه حديثها للجميع وتمسك بورقة وقلم بيدها
"فيه عروسة فرحها الخميس الجاى... كل حاجة خلصت ولسه البوتاجاز... جمعت الفلوس ولسه 200 جنيه.. يارب اكملهم من عندكم"
ردت احدى الزميلات
"استنى على القبض"
ردت الزميلة" ونرُد المحتاجة اللى جوازها مش هسيتنى... اللى تقدر تجيب اى حاجة تجيبها ...خلونا نستر اليتيمة"
امسكت بعضهن بحقائبهن... اما هى – الأم – فهى تعلم تماما ما تملكه للايام الباقية حتى موعد راتبها وبعده معاش زوجها
حسبت حسبة سريعة فى رأسها ...ثم اخرجت من حقيبتها خمسون جنيها وأبقت مائة وهى تفكر هل المائة ستكفيها...ولكنها ردت بحسم على نفسها "ما نقص مال من صدقة" ربنا يبارك فى اللى باقى
اطبقت يدها على الورقة المالية وهى تعطيها لزميلتها وتدعو لليتيمة المجهولة بالسعادة.

                    **********************

اثناء جلوسها فى المترو ... والذى كان مزدحما الى حد ما... جلس قبالتها رجل خمسينى... يجلس بهدوء ينتظر محطته
مازالت الافكار تملأ رأسها... والخوف يتملكها... نظرت للرجل نظرة عابرة ثم عادت تنظر له من جديد  
تشك انها تعرفه... يبدو انه لايعرفها... وهى لا تتذكر من هو ولا اين رأته من قبل؟؟ لكنها على يقين انها رأته من قبل وتحدثا
تتذكر شكله ولكنه كان مختلفا...يبدو انها رأته منذ زمن
أخذها الرجل من افكارها لتفكر به... ظلت تحاول التذكر ولكن دون جدوى
نزل الرجل محطته قبلها... وهى تفكر اين تكون قد رأته؟
والد احدى صديقاتها... لم تصل لشئ
احد مُدرسيها فى مرحلة سابقة...لم تصل لشئ
وصلت محطتها ونزلت دون ان تصل لما يريح ذهنها

قابلت حبيبها فى محطة المترو كما اتفقا... تكلما قليلا فى كلمات قليلة
"انا همشى وانتى ورايا بالظبط... هطلع العمارة واسيب الباب موارب كأنه مقفول... انتى ادخلى ورايا على طول واقفلى بالراحة"
مشيت خلفه كالمسحورة وهى لازالت تفكر بالرجل
صعد احدى العمارات فصعدت خلفه... رأت الباب الموارب فدخلت وأغلقته بهدوء كما قال

استقبلها فاردا ذراعيه
"وحشتينى"
ترددت قليلا... ثم قالت
"اللى خلانا نستنى كل ده... يخلينا نستنى شوية... فين العقد؟"
اخرج الورقة من محفظته وهو يبتسم
"انتى مش واثقة فيا بعد كل ده... اهو يا ستى الورقة وامضاء الشهود بارقام بطايقهم كمان... اتطمنتى"
قرأت الورقة قراءة سريعة... هزت رأسها
قال لها وهو يشير لاحدى المقاعد
"اقعدى"
"جلست وجلس جوارها... امسك قلما ووقع على الورقة واعطاهما لها كى توقع هى ايضا... ترددت قليلا... حثها على التوقيع
"يالا بقى"
كتبت اسمها بخط مرتعش متردد وقلب يرتجف
امسك يدها وقبلها..وهو ينظر فى عينيها
"مبروك يا حبيبتى"
نهض من مجلسه... وهو يشير على يمين الصالة
"هدخل الحمام بسرعة واجيلك... اوضة النوم هنا على اليمين"
هزت رأسها... سبقها للحمام..ونهضت وهى تمسك بحقيبتها لتتجه لغرفة النوم

يُتبع

الجمعة، 13 فبراير 2015

عقد عرفى "قصة قصيرة" الحلقة 1



لم تنم ليلتها جيدا... لاتعرف هل هو القلق ام الخوف ام ماذا تحديدا؟
جلست متردد هل تنهض من سريرها ترى والدتها قبل نزولها للعمل؟... ام تتظاهر بالنوم ككل يوم؟
صوت عقرب الدقائق فى الساعة التى تعلو سريرها يدق فى عقلها... كل دقيقة تشعر بالخوف والترقب اكثر
حسمت ترددها...نهضت من سريرها وخرجت من غرفتها لتجد والدتها متجهه للباب
التفتت لها والدتها
"ايه ده...صحيتى بدرى يعنى"
تلعثمت قليلا...ثم اجابت بابتسامة باهتة
"لا ابدا...انا هدخل الحمام وارجع اكمل نوم"
سألتها والدتها وهى تتناول حقيبة يدها
"عايزة حاجة اجيبهالك وانا جاية"
"شكرا"
وقبل ان تصل الام للباب... نادتها
"ماما"
التفتت الام وردت باستعجال
"عايزة حاجة؟"
"لا .. انتى رايحة فى حتة بعد الشغل؟"
"لا ..هخلص واجى على طول"
هزت رأسها واكملت
"طيب انا هشيل فيشة التليفون علشان بييجى معاكسات بتصحينى..لو فيه حاجة كلمينى على الموبايل"
"ماشى...سلام"
اغلقت الام الباب خلفها... وتركتها مكانها لازالت تشعر بنفس المشاعر المتضاربة
عادت لغرفتها مرة اخرى... امسكت هاتفها...وهاتفته
جاءها صوته متكاسلا...بفرحة
"صباح الفل يا قمر"
"صباح النور...انت لسه نايم؟"
"خلاص هقوم اهو... مامتك نزلت؟"
"اه... انا خايفة"
"تانى؟؟ مش اتكلمنا فى الموضوع ده كتير قبل كده وملقيناش حل تانى... ولا انتى مش بتحبينى؟"
"انت عارف انا بحبك قد ايه...متقولش كده تانى"
"خلاص... يبقى على معادنا...جهزتى نفسك"
وضحك ضحكة ذات مغزى توردت وجنتاها وغيرت دفة الحديث
"انا لازم ارجع قبل ماما"
"عارف... يالا قومى اجهزى"
ارادت ان تتأكد... فسألته
"انت جهزت كل حاجة؟؟ هتجيب منين شهود دلوقتى؟"
"الورقة معايا واصحابى ماضيين عليها من امبارح... مفضلش الا امضتك يا قمر وتبقى حلالى ومش كل ما اكلمك كلمتين تقولى لما نتجوز"
مازالت مشاعرها متضاربة... فسألته مرة اخرى
"انت متأكد انه مش حرام"
رد بثبات
"حرام ازاى بس... انتى اكبر من 21 سنة يعنى مش قاصر... وفيه اتنين شهود على جوازنا... يبقى فاضل ايه؟؟ مفضلش حاجة"
"ماما"
"هى اللى مش موافقة على جوازنا... عايزة تحرمنا من بعض من غير سبب... وبعدين معاكى هنفضل نتكلم كتير ونضيع وقت...يالا علشان نكسب وقت"
"طيب ... نص ساعة واكون جاهزة"
"ماشى...سلام"

اغلقت هاتفها... دخلت غرفة والدتها تتسحب وكأنها تخشى ان يسمعها الصمت... مازال الخوف داخلها
فتحت دولاب والدتها... نظرت للرف العلوى الذى يحتوى على جهازها... صعدت فوق السرير وجذبت حقيبة مغلقة
أنزلتها... فتحتها وجدت بها الكثير من اطقم النوم والبيبى دول
اختارت احدهم... واعادت كل شئ كما كان.

نصف ساعة وكانت على اتم استعداد لمقابلته
تذكرت شيئا ما...وهو اهم شئ... تمنت ان يكون نسيه هو الاخر فيؤجل زواجهما العرفى الذى يقنعها به منذ ثلاثة اشهر حتى رضخت مستسلمة حبا وخوفا ان يتركها
اتصلت به كى تسأله....

يُتبع

الأحد، 1 فبراير 2015

دينا عماد تلتقى بالقراء فى حفلات توقيع فى القاهرة وبورسعيد


قراء المدونة الاعزاء\ 
اتشرف بدعوتكم لحضور حفلات توقيع رواياتى بلاتوه والدائرة
وذلك يوم الثلاثاء 3 فبراير فى جناح الرسم بالكلمات صالة 2 
معرض القاهرة الدولى للكتاب الساعة 2 ظهرا (ارض المعرض - مدينة نصر)

وفى بورسعيد
يوم الاربعاء 4 فبراير برعاية كتابيكو
كافيه بورت شوب خلف مسجد السلام الساعة 2 ظهرا فى وجود نخبة من كتاب دار الرسم بالكلمات

اتمنى تشريفكم لى بالحضور ...فوجودكم يسعدنى حقا.

*حفل توقيع لمن لم يحضر من قبل
هو لقاء مباشر بين الكاتب وقراؤه... يحضر القارئ الكتاب الذى اشتراه ويكتب الكاتب اهداء بخط يده للقارئ... والتقاط الصور التذكارية لمن يرغب فى ذلك
ونقاش الكاتب او سؤاله ان اردت